عن العذرية و إجراء فحص غشاء البكارة

0 536

هناك افتراض شائع بأن الطبيب يستطيع التأكد من عذرية المرأة بعد إجراء فحص غشاء البكارة ؛ و هذا الافتراض يجانب الصحة في كثير من الحالات، فعلى نقيض الاعتقاد السائد فإنه لا وجود لأية أسس مقبولة يمكن أن تحدد عذرية الأنثى اعتمادا على فحص غشاء البكارة، ففي بعض الحالات يكون غشاء البكارة عبارة عن حلقة ضيقة داخل المهبل بحيث يكون قطر الفتحة صغيرا لدرجة لا تسمح بإيلاج قضيب منتصب دون حدوث تمزق و في حالات أخرى يكون الغشاء ذو بنية أقل و تكون فتحته واسعة تسمح بإيلاج القضيب دون حدوث تمزق مما يصعب معه تحديد العذرية.

هذا و يتكون غشاء البكارة من نسيج ضام مغطى ببطانة قشرية مطبقة، و هو خال من الغدد أو العضلات، و كمية الدم و كذلك نهايات الأعصاب التي تصله قليلة نسبيا، و يقع في الثلث الأسفل للمهبل و سماكته تختلف من أنثى إلى أخرى ويغلق فتحة المهبل جزئيا وقد يتفاوت قطر فتحته، و بشكل طبيعي، من رأس الدبوس إلى 3 سم.

و لا شك أن الآثار الصحية لاختبار كشف العذرية وخيمة على الفتيات و النساء، ما دامت هذه العملية يمكن أن تسبب، في حالات الاغتصاب، ألما إضافيا و تحاكي الفعل الأصلي للعنف الجنسي، مما يؤدي إلى إعادة التجربة و إعادة الصدمة و إعادة الإيذاء… دون أن ننسى الآثار الجسدية و النفسية و الاجتماعية قصيرة أو طويلة الأمد.

و سبق و أن دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة و منظمة الصحة العالمية إلى حظر اختبار البكارة (العذرية) بالنسبة للفتيات المقبلات على الزواج أو لأسباب مختلفة باعتبار أن الفحص الطبي الذي يهدف لمعرفة ما إذا كانت الفتاة قد قامت باتصال جنسي مهبلي يعتبر تعديا على حرمة و حميمية جسمها و يشكل صدمة نفسية لها، كما أنه لا يحمل أي أساس علمي أو طبي و لا يوجد بتاتا أي فحص طبي يمكن أن يثبت حصول الوطء أو الممارسة القبلية للجنس.

و حذرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المعنون بـ »القضاء على فحص العذرية » الصادر في أكتوبر 2018، من عملية اختبار العذرية لكونها انتهاكا لحقوق الإنسان للفتيات و النساء، و يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة على صحة جسم المرأة، أبرزها إلحاق الضرر بالجهاز التناسلي، و النزيف و الالتهابات.

و أكد التقرير على ضرورة حظر مثل هذه الفحوصات التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، مثل الحق في الحماية من التمييز على أساس الجنس، و الحق في الحياة و الحرية و الأمن الشخصي، و الحق في التمتع بأفضل حالة صحية ممكنة و حقوق الطفل.

و من أجل وضع حد لهذه الظاهرة فإنه يلزم اتخاذ خطوات عملية تتجلى في التوعية الصحية بكون اختبار كشف العذرية ليست له أي ميزة علمية و لا يمكنه تحديد الاختراق المهبلي في السابق، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العواقب النفسية و الصحية و الاجتماعية المترتبة على إجرائه.

الدكتور الأمين الوهابي

Leave A Reply

Your email address will not be published.